تبرز أهمية المجلات العلمية المحكمة في يومنا هذا، مع تزايد إقبال طلاب الدراسات العليا لمرحلتي الماجستير والدكتوراة على نشر أبحاثهم فيها والاقتباس من أبحاثها، فضلا عن سعي الهيئة التدريسية الجامعية لذلك أيضاً بحثاً عن الترقية الأكاديمية والدرجة العلمية المرموقة، فما هي المجلات العلمية المحكمة، وكيف يتم تصنيفها وتمييزها، وما هي شروط النشر فيها، وأشهر المجلات العلمية المحكمة.
هي أهم مستودعات المعرفة العلمية الرقمية، وتمثل المكان الذي يتم فيه تدوين ونشر المقالات والأبحاث العلمية بشكل دوري، وفي مجال واحد أو مجالات متعددة، وفقاً لمجموعة من الشروط والضوابط التي تحددها وتفرضها المجلات على الباحث، حيث أن الأبحاث المرسلة إلى هذه المجلات يتم تدقيقها ومراجعتها وتحكيمها من قبل العديد من الخبراء والمختصين قبل النشر للتأكد من جودتها وخلوها من السرقة الأدبية والانتحال، أي أن هذه المجلات تمثل أكثر مصادر المعرفة العلمية مصداقية وموضوعية ودقة.
وتكمن أهمية هذه المجلات وسبب تسابق الباحثين على النشر فيها في عدة مكاسب منها: نشر المعرفة العلمية وآخر ما توصل إليه الباحثين من نتائج أو انتقاد وتفسير نتائج الأبحاث السابقة، وتبادل الخبرات في المجالات العلمية والإنسانية المتقدمة، ترويج الأبحاث مع أكبر شريحة من الباحثين والمهتمين في هذا المجال بشكل يكسب الباحث قاعدة معرفية مشهورة ويجعله متميزاً في مجاله، الأمر الذي يترتب عليه وثوق الجهات الأكاديمية به ومنحه درجات التفوق أو الترقية.
يتم تصنيف هذه المجلات بشكل دوري عبر مقاييس تضعها التصنيفات الدولية المختلفة ومعاملات التأثير، وهذه المقاييس والمعاملات تعبر عن قيمة رقمية يقاس بها جودة وكفاءة المجلة، والذي يتم حسابها من خلال قسمة مقدار اقتباسات الباحثون من مختلف الأبحاث المنشورة في المجلة لفترة زمنية سابقة÷ عدد الأبحاث التي يتم نشرها في لمجلة في نفس الفترة الزمنية السابقة، حيث أن هذه المعاملات يتم إصدارها عن جهات علمية مختلفة وبإصدارات متنوعة، ومنها: ISI، JBR،و SJR، وsis، وJIF، وغيرها.
وتستمد المجلات العلمية قيمتها من معامل التأثير الذي يقيس عدد المرات التي تم الاستشهاد فيها بأبحاث هذه المجلات خلال أخر عامين غالباً، بالإضافة إلى المؤشرات الأخرى، كعدد المرات التي تستشهد الأبحاث فيها بالأبحاث المنشورة في المجلة منذ نشأتها، والمدة الزمنية التي تستغرقها الأبحاث حتى تبدأ الأبحاث الأخرى بالاستشهاد بها، ومتوسط عمر البحث الذي تتوقف بعده الأبحاث عن الاستشهاد به، وهذه التصنيفات والمعاملات في النهاية تعبر عن مدى الوصول والقبول الذي تلقاه هذه الدوريات والمجلات المحكمة في المجتمع، وعن جودة المقالات المنشورة فيها وتأثيرها على المجتمع العلمي والأكاديمي.
ويجدر بالذكر أن المجلة العلمية الواحدة قد تصنف بشكل مختلف في كل قاعدة من قواعد البيانات المختلفة كسكوبس، وإيبسكو، وثومسون رويترز وغيرها، وعادة ما تشتهر بعض المجلات بتصنيف عالٍ بالمقارنة مع غيرها في تخصص معين، فتستقبل عدداً أكبر من طلبات نشر الأبحاث، إلا أنها تكون انتقائية في قبول الأبحاث وتحكيمها بشكل أكبر من غيرها، وبشكل يحافظ على تصنيفها ومكانتها، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن تكون المجلات الأقل تصنيفاً وشهرة ذات قيمة علمية أقل أو تتبع معايير أضعف في اختيار الأبحاث.
يتوجب على الباحث أن يحدد ماهية المجلات العلمية المحكمة التي تعنى بذات اهتمامه وتخصصه، حيث أن لكل مجلة مجموعة من الشروط الخاص بها والمنشورة على موقعها، ولكن وبشكل عام فإن المجلات على اختلاف تخصصاتها وتصنيفاتها، تضع الشروط العامة التالية للنشر فيها:
هناك عدد كبير ولا يحصى للمجلات العلمية المحكمة حول العالم، وبتخصصات وتصنيفات وأعداد مختلفة، ولكل منها جودة ومميزات عن غيرها من المجلات، وفيما يلي أمثلة على أشهر هذه المجلات العلمية المحكمة العربية والعالمية: